دبي (الاتحاد)

تظل قصته مع الظاهرة رونالدو أحد أفضل نجوم الساحرة على مدار تاريخها، القصة الأشهر في مسيرته التدريبية، بل إنها أحد أسباب شهرته في عالم التدريب، فقد أصر هيكتور كوبر حينما كان مدرباً لإنتر ميلان بين 2001 و2003 على إبقاء النجم البرازيلي على مقاعد البدلاء، والدفع بالسيراليوني محمد كالون بدلاً منه، ما تسبب في رحيله عن النادي، وهي نقطة تحول في تاريخ كرة القدم، ببصمة كوبر وغضب رونالدو.
ومنذ هذا الوقت، يشتهر كوبر بأنه لا يقبل التدخل في قراراته، وهو على الأرجح لا يغير من قناعاته أبداً، فهو من أصحاب المدرسة التدريبية التي تقوم على تأمين الشق الدفاعي، والبحث فيما بعد عن تسجيل الأهداف وتحقيق الفوز، وقد فعل ذلك في جميع تجاربه التدريبية، مما جعله لا يحصل إلا على 3 بطولات في ربع قرن، أي طوال مسيرته التدريبية، والتي تنوعت بين أندية ومنتخبات وفي 8 دول، وهي الأرجنتين، وإسبانيا، وإيطاليا، وجورجيا، واليونان، والإمارات، ومصر، وأوزبكستان.
كوبر نجح في قيادة أوزبكستان لبلوغ دور الـ16، وحقق الفوز على عمان في ضربة البداية بالفلسفة نفسها التي يتمسك بها، وهي الدفاع أولاً، فكان المنتخب العماني الطرف الأفضل طوال المباراة، ثم أطلق كوبر لفريقه حرية الهجوم فسحق تركمانستان برباعية، وتلقى هزيمة مشرفة أمام اليابان في ختام الدور الأول.
وما يحسب للمدرب الأرجنتيني براعته في المزج بين عناصر الشباب والخبرة في جميع تجاربه التدريبية، فالمنتخب الأوزبكي يعتمد على المخضرم نيستروف في حراسة المرمى، وأحمدوف مايسترو الفريق، وهما من الحرس القديم، وفي الوقت ذاته، يتوهج الشاب سومورودوف البالغ 23 عاماً، والذي سجل رباعية في البطولة القارية، كما أن كوبر يحسب له عدم الاعتراف بنجومية لاعب، فهو لا يفضل أبداً الحديث عن «السوبر ستار»، بل ينحاز للجماعية، وهو ما فعله دائماً في جميع تجاربه التدريبية، بداية من رونالدو البرازيلي، وصولاً للمصري محمد صلاح، والذي كان يلعب دور البطولة المطلقة في مسيرة منتخب مصر، إلا أن كوبر لم يمتدحه بطريقة لافتة أبداً. ويتطلع الأوزبك إلى الذهاب بعيداً مع كوبر في البطولة الآسيوية، حيث لا يمارسون عليه أي ضغوط من أي نوع، بل إنهم سعداء بتجربته معهم، ويثقون في قدرته على جعلهم يصنعون التاريخ، والذي يبدأ بمواجهة أستراليا في دور الـ16، وهي المهمة الأصعب في طريق الأوزبك، والأكثر تعقيداً في مشوار كوبر.